تحل اليوم ذكرى وفات أحد أعمدة الفن المصري والعربي الملقب بابا عبده الشاشة، القدير الراحل عبد المنعم مدبولي، صاحب الابتسامة الوديعة والقلب الطيب الصافي.
9 يوليو 2006
ففي عام 2006 وتحديدا يوم 9 يوليو غيب الموت المعلاق الراحل عبد المنعم مدبولي، ليفقد الفن المصري والعربي أحد أعلامه الشامخة.
50 سنة فن
وبعطاء أستمر لأكثر من 50 عاما، مارس “مدبولي” التمثيل بكل شغف حتى رحل أثر مرض القب عن غمر يناهز الـ85 عاماً.
مولده ونشأته
وُلد المبدع عبد المنعم مدبولي يوم 28 ديسمبر 1921، في القاهرة، ونشأ يتيمًا فقيرًا جدًا، لكن برزت موهبته التمثيلية منذ المرحلة الابتدائية، حيث تم ترشيحه ليقود الفِرْقَة المسرحية في المدرسة.
بداية مدبولي
بدأ مدبولي مشواره المسرحي من خلال دور أعرابي مع فِرْقَة المسرح المصري الحديث التي شكلها زكي طليمات. وأسس فِرْقَة المسرح الحر عام 1952، وقدم العديد من الأعمال المسرحية المميزة مثل “الأرض الثائرة”، “حسبة برما”، “الرضا السامي”، “خايف أتجوز”، “مراتي بنت جن”، “مراتي نمرة 11″، و”كوكتيل العجائب”.
كفاح بورسعيد
شارك أيضًا في كتابة العروض المسرحية مثل “كفاح بورسعيد”، التي كانت عبارة عن مجموعة من المسرحيات القصيرة أخرجها كل من سعد أردش وصلاح منصور.
قيادة فِرْقَة المسرح الكوميدي
انضم مدبولي لاحقًا إلى فِرْقَة التلفزيون المسرحية التي كان يترأسها السيد بدير، وتولى قيادة فِرْقَة المسرح الكوميدي، حيث أخرج أكثر من أربعة عروض. أسس أيضًا فِرْقَة “الفنانين المتحدين” وقدم من خلالها عروضًا مميزة مثل “البيجاما الحمراء”، “الزوج العاشر”، و”العيال الطيبين”.
مدرس بالفنون التطبيقية
لم ينسى مدبولي حلمه في الفن وحينها كان، في ذروة شهرته ومجده ولكنه لم يكتفِ حيث كان يعمل مدرس في قسم النحت حتى منتصف السبعينيات في كلية الفنون التطبيقية، وهو منصب مرموق للغاية.
المعهد العالي لفن التمثيل العربي
وخلال مشوار العمل بالفنون التطبيقية اكتشف مدبولي العديد من المواهب التمثيلية من بين طلاب الكُلْيَة، ثم التحق بالمعهد العالي لفن التمثيل العربي وتخرج منه عام 1949 ضمن ثاني دفعاته.
فِرْقَة جورج أبيض
بعد التخرج، انضم إلى فِرْقَة جورج أبيض، ثم فِرْقَة فاطمة رشدي، وشارك في برامج الأطفال بالإذاعة ضمن حلقات برنامج بابا شارو، ليصل رصيده إلى نحو 60 فيلمًا، 120 مسرحية، و30 مسلسلًا.
المدبوليزم
في عام 1975، أسس فرقته الخاصة “المدبوليزم”، وقدم من خلالها عروضًا ناجحة مثل “راجل مفيش منه”، “يا مالك قلبي”، “مولود في الوقت الضائع”، “مع خالص تحياتي”، و”حمار ما شالش حاجة”.
مدبولي والأطفال
عشق الراحل عبد المنعم مدبولي الأطفال بجنون، وقدم لهم العديد من الأغاني التي كانت سابقة لعصرها في هذا الوقت ولا تزال خالدة في ذاكرة التلفزيون والسينما المصرية.
الشاطر عمرو
من أشهر أغانيه “توت توت”، “كان في واد أسمو الشاطر عمرو”، “جدو عبده زارع أرضه”، و”الشمس البرتقالي”.
دخول متأخر للسينما
على الرغم من النجاح الكبير الذي أحاط الراحل عبد المنعم مدبولي، إلا أنه دخل عالم السينما في وقت متأخر، حيث شهد عام 1958 أول أفلامه “أيامي السعيدة”. تلا ذلك العديد من الأفلام التي بلغ عددها 150 فيلمًا، منها “ربع دستة أشرار”، “عالم مضحك جدًا”, “غرام في أغسطس”، “مطاردة غرامية”، “المليونير المزيف”، “أشجع رجل في العالم”، وآخر أفلامه “أريد خلعًا” مع الفنان أشرف عبد الباقي، واشترك كضيف شرف في فيلم “عايز حقي” مع الفنان هاني رمزي.
إحنا بتوع الأتوبيس
من أهم أدواره التي تركت بصمة في السينما المصرية كانت في أفلام مثل “الحفيد”، “مولد يا دنيا”، و”إحنا بتوع الأتوبيس”.
أبنائي الأعزاء شكرًا
وقدم مدبولي العديد من المسلسلات التي حققت نجاحًا كبيرًا، منها “لا يا ابنتي العزيزة” و”أبنائي الأعزاء شكرًا”، المعروف بمسلسل “بابا عبده”.
وفاته
غيب الموت القدير الراحل بعد غيبوبة طويلة، في صباح يوم الأحد 9 يوليو 2006 عن عمر ناهز 84 عامًا، إثر التهاب رئوي حاد وقصور شديد في عضلة القلب، أجهزت على ما تبقى من عبد المنعم مدبولي.
مقابر البساتين
وكما هي سنة الحياة دفن الراحل في مقابر البساتين، تاركًا وراءه إرثًا فنيًا خالدًا وسيرة عطرة في قلوب محبيه.