في صورة مثيرة للجدل والفضول، كشفت وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” عن فَتْحَة ضخمة وغامضة على سطح كوكب المريخ، قد تكون – حَسَبَ تقديرات العلماء – مدخلًا إلى شبكة من الكهوف تحت السطح، وربما تحمل أدلة على وجود حياة.
الصورة، التي التُقطت بواسطة “مركبة استطلاع المريخ المدارية” عام 2017، نُشرت مؤخرًا ضمن سلسلة “صورة اليوم الفلكية” التابعة لوكالة ناسا، وتُظهر فَتْحَة دائرية تقريبًا يبلغ قطرها نحو 100 متر، في منطقة ذات تضاريس مميزة تُشبه سطح “الجبنة السويسرية” المغطاة بطبقة من الثلج الجاف المتبخر.
وفي تعليق مرفق، أوضح علماء ناسا أن مثل هذه الفتحات تحظى باهتمام خاص، نظرًا لاحتمال كونها مداخل إلى أنظمة كهوف تحت الأرض. وأضافوا: “إذا صحّت هذه الفرضية، فإن تلك الكهوف يمكن أن توفر بيئة محمية من ظروف السطح القاسية، مثل الإشعاع الشمسي والكوني، مما يجعلها مواقع واعدة في البحث عن أشكال للحياة المريخية”.
ويرجّح بعض العلماء أن هذه الفَتْحَة قد تكون ناتجة عن ارتطام نيزكي، لكن الغموض لا يزال يلف ما يمكن أن يوجد في أعماقها، مما يفتح الباب أمام أسئلة علمية كبرى.
في ظل الغياب شبه الكامل للغلاف الجوي والدرع المغناطيسي على سطح المريخ، تعتبر الحياة على السطح مستحيلة تقريبًا. لكن في باطن الكوكب، وتحديدًا داخل هذه الكهوف، قد تكون هناك فرص لبقاء كائنات دقيقة أو آثار لحياة قديمة.
ويُذكر أن هيئة المساحة الجيولوجية الأمريكية، عبر مركز علوم الجيولوجيا الفلكية، نشرت عام 2019 خريطة تضم أكثر من 1000 فَتْحَة يُعتقد أنها مداخل إلى كهوف تحت سطح المريخ، تم تحديدها باستخدام بيانات الأقمار الصناعية.
وتُعد هذه الفتحات من بين “الأهداف الرئيسية” لمهام الاستكشاف المستقبلية، سواء عبر مركبات روبوتية أو بعثات مأهولة، وفقًا لما أعلنته ناسا.
ومع تصاعد خطط إرسال البشر إلى الكوكب الأحمر، تزايد الاهتمام بهذه المواقع بشكل خاص. من جانبه، أعلن إيلون ماسك، مؤسس شركة “سبيس إكس”، عن تسريع خُطَّة استكشاف المريخ، كاشفًا عن نية إطلاق عدة مركبات “ستارشيب” إلى المريخ بحلول نهاية عام 2026، على أن يكون أول هبوط بشري ممكنًا في عام 2028.
ورغم أن ناسا لم تؤكد بعد إدراج هذه الفَتْحَة تحديدًا في جدول البعثات المستقبلية، إلا أن صورتها فتحت بابًا واسعًا من التساؤلات والآمال، حول ما إذا كان المريخ يخفي أسراره في باطنه، بعيدًا عن أعين البشر.