وَسْط تصاعد التوترات واستمرار الحصار المفروض على قطاع غزة، أعلنت سلطات الاحتلال الإسرائيلي إصدار أوامر إخلاء فوري لعدد من المناطق في شمال القطاع، بالتزامن مع اعتراض سفينة مساعدات إنسانية كانت في طريقها إلى غزة.
أوامر إخلاء الشمال
بدأت القصة الحزينة مع توجيه جيش الاحتلال الإسرائيلي تحذيرًا عاجلًا لسكان عدد من المناطق شمال قطاع غزة، مطالبًا إياهم بالإخلاء الفوري، وشملت التعليمات كل من: جباليا، معسكر جباليا، البلدة القديمة، أحياء النهضة، الروضة، السلام، النور، التفاح، الدرج، وتل الزعتر.
فيما أكد المتحدث باسم جيش الاحتلال عبر حسابه في منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، أن “العودة إلى هذه المناطق باعتبارها مناطق قتال يشكل خطرًا على حياة المدنيين”.
اعتراض السفينة مادلين
وفي عرض البحر الأبيض المتوسط، اعترضت القوات الإسرائيلية سفينة المساعدات الإنسانية “مادلين”، التابعة لتحالف أسطول الحرية، التي كانت في طريقها إلى غزة وعلى متنها عدد من النشطاء البارزين.
فيما تم اقتياد السفينة وطاقمها إلى ميناء أسدود في إسرائيل، تمهيدًا لترحيل النشطاء إلى بلدانهم.
ووفق بيان صادر عن تحالف أسطول الحرية، حسب “العين الإخبارية”، صعد الجيش الإسرائيلي إلى متن السفينة وأوقف حركتها، فيما أفاد ركابها أن طائرات مسيرة قامت برش مادة بيضاء على السفينة، وتم تعطيل كافة وسائل الاتصال.
وظهر مقطع مصور نشرته وزارة الخارجية الإسرائيلية يُظهر أحد عناصر البحرية يوجه تحذيرًا لاسلكيًا للسفينة، يؤكد فيه أن “المنطقة البحرية قبالة سواحل غزة مغلقة”.
تصعيد إسرائيلي
ومن جانبه صرّح وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بأنه أصدر تعليمات بمنع وصول السفينة إلى غزة بأي وسيلة.
فيما زعمت وزارة خارجية الاحتلال أن المجموعة المشاركة في الرحلة البحرية “حاولت إثارة استفزاز إعلامي هدفه الدعاية فقط”، معتبرة أن “المحاولات غير المصرح بها لكسر الحصار خطيرة وغير قانونية، وتقوّض الجهود الإنسانية الجارية”، حَسَبَ تعبيرها.
السفينة مادلين
وتُعد “مادلين” جزءًا من تحالف أسطول الحرية، وهو تحالف دُوَليّ يضم منظمات ونشطاء يسعون لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة منذ سنوات.
وكانت أبحرت السفينة الأسبوع الماضي من صقلية، حاملة مساعدات إنسانية عاجلة، في محاولة جديدة لإيصال إمدادات إلى القطاع في ظل الحصار المشدد والحرب المستمرة منذ السابع من أكتوبر 2023.
كارثة إنسانية
ومنذ أوائل مارس الماضي، منعت إسرائيل دخول أي مساعدات إنسانية إلى غزة لمدة 11 أسبوعًا، قبل أن تسمح مؤخرًا بكميات محدودة جدًا لا تلبي سوى جزء ضئيل من احتياجات السكان البالغ عددهم نحو 2.1 مليون نسمة.
وحذرت منظمات إنسانية ودولية من تفاقم الوضع الإنساني في القطاع، مع تصاعد خطر المجاعة وانتشار الجوع، كما كشف تقرير أممي، صدر في أبريل الماضي، أن واحدًا من كل خمسة أشخاص في غزة يواجه خطر المجاعة، وَسْط عجز حاد في المواد الغذائية والدوائية.