تتكشف يوماً بعد يوم تفاصيل جديدة حول حادث إطلاق النار الذي وقع في العاصمة الأمريكية واشنطن، والمتهم فيه المواطن الأمريكي إلياس رودريجيز، البالغ من العمر 31 عامًا، والذي أقدم على تنفيذ الهجوم بدافع ما وصفه بالرد على جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
إلياس رودريجيز
وأكدت السلطات الأمريكية حسب “العين الإخبارية”، أن رودريجيز يواجه عقوبة الإعدام في حال إدانته، بعد أن وُجهت إليه تهمة “قتل مسؤولين أجانب”، وهي جريمة فيدرالية قد تصل عقوبتها إلى الإعدام، إضافة إلى عدد من التهم الأخرى المرتبطة باستخدام السلاح الناري، وتهمتين بالقتل من الدرجة الأولى.
ووفقًا لما أعلنته وزارة العدل الأمريكية، فإن رودريجيز يُعد المشتبه به الوحيد في حادث إطلاق النار الذي استهدف اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية أمام متحف اليهود في واشنطن، مما أسفر عن مقتلهما.
الـ FBI
وأظهرت إفادة مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، والتي نقلتها شبكة “فوكس نيوز” الأمريكية، أن الضحيتين هما، يارون ليشينسكي (31 عامًا) — مواطن إسرائيلي يحمل صفة “ضيف رسمي” وفق تصنيف وزارة الخارجية الأمريكية، وسارة ميلجريم (26 عامًا) — موظفة في السفارة الإسرائيلية.
وأوضحت كاميرات المراقبة أن “رودريجيز”، اقترب من الضحيتين أثناء عبورهما الشارع، وكان يرتدي سترة زرقاء ذات غطاء رأس، ويحمل حقيبة ظهر داكنة اللون.
أخرج مسدسًا من عيار 9 ملم وبدأ بإطلاق النار عليهما من الخلف دون استفزاز، وبعد سقوط الضحيتين أرضًا، أكمل إطلاق النار عليهما، وعندما حاولت ميلجريم الزحف مبتعدة، واصل إطلاق النار عليها حتى فارقت الحياة.
وأضافت الإفادة أن رودريجيز أعاد تلقيم سلاحه وأطلق النار مجددًا قبل أن يفر إلى مدخل المتحف، فيما استعاد المحققون 21 طلقة فارغة والمسدس المستخدم في مكان الحادث.
الاعتقال والتحقيق
عند وصول الشرطة إلى مكان الحادث، لم يُبدِ رودريجيز أي مقاومة، وقال لعناصر الشرطة: “فعلتُها من أجل فلسطين. فعلتُها من أجل غزة. أنا غير مسلح”، ثم صرخ لاحقًا أثناء اعتقاله: “الحرية لفلسطين”.
وفي التحقيقات، أفاد رودريجيز بأنه استلهم الهجوم من متظاهر كان قد أشعل النار في نفسه أمام السفارة الإسرائيلية في وقت سابق من عام 2024، واصفًا إياه بـ”البطل” و”الشهيد”.
وكشف أنه اشترى تذكرة لحضور الفعالية الإسرائيلية قبل نحو ثلاث ساعات من تنفيذ الهجوم.
كما بيّنت السلطات أن رودريجيز كان قد سافر من شيكاغو إلى واشنطن العاصمة قبل يوم من الحادث، وقام بشحن السلاح المستخدم بطريقة قانونية ضمن أمتعته، علمًا بأن السلاح تم شراؤه في ولاية إلينوي عام 2020.
لائحة الاتهام
وخلال مؤتمر صحفي، أعلنت جينين بيرو، المدعية العامة المؤقتة للمنطقة الوسطى في واشنطن، أن المجتمع بأسره “يدفع ثمن أفعال شخص واحد”، مشيرة إلى أن رودريجيز متهم بموجب شكوى جنائية رسمية بعد مثوله الأول أمام القاضي الفيدرالي ماثيو شارب.
وتشمل التهم: قتل مسؤولين أجانب، التسبب في وفاة باستخدام سلاح ناري، إطلاق النار أثناء ارتكاب جريمة عنف، تهمتين بالقتل من الدرجة الأولى.
ومن المقرر أن يُعرض المتهم مجددًا أمام المحكمة في 18 يونيو المقبل في جلسة استماع تمهيدية.