فى أثناء أزمة الدولار فى مصر كنت أتحدث مع أحد أصدقائى، وهو بالمناسبة من أكبر تجار ومستوردى قطع غيار السيارات فى مصر خاصة السيور بكل أنواعها، والذى كان يعانى مع غيره من تراكم البضائع فى الموانىء المصرية ولا يستطيع هو ولا غيره الإفراج الجمركى عن البضائع.
وهناك ملايين السيارات مهددة بالتوقف عن السير فى حالة عدم توفر السيور والبوجيهات وغيرها من ضروريات سير السيارات.
فإقترحت على صديقى متسائلا لماذا لا يتم تصنيع السيور والبوجيهات فى مصر؟، وخاصة أنى شاهدت فيديوهات كثيرة لعمليات التصنيع لمثل هذه المنتجات والتكنولوجيا متاحة، والسوق ضخم.
ويمكننا التصدير للشرق الأوسط بالكامل وأفريقيا والفرص واعدة.
وصدمت من رد صديقى بأن الموضوع صعب وليس لدينا القدرة على التصنيع !!!!
وفى حوار آخر مع أحد أقربائى وهو مهندس ميكانيكا ومتخصص فى صناعة البلاستيك وما يتطلبها من عمل اصطمبات، ولأننى لاحظت كثرة سفره إلى الصين للحصول على الإصطمبات ومراجعتها قبل الإستلام فى مصر.
مع العلم أن تكلفة الإصطمبات باهظة الثمن وكان رد قريبى بنفس الطريقة السابقة مثل صديقى مستورد قطع غيار السيارات.
لماذا؟، لأنهم يحتفظون بسر التركيبة نعلم المكونات ولا نعلم نسب المواد الداخلة فى التركيبة.
ومع التكرار وكثرة أسئلتى وإستفساراتى وبحثى المكثف فى هذه المسائل التى باتت ضرورة ملحة اكتشفت والله أعلم، أن المشكلة داخلنا فنحن لا نثق فى أنفسنا.
وقد إستطاع الغرب بطرق مختلفة وعلى مدى عقود زمنية طويلة السيطره علينا، وإيهامنا وإقناعنا بأننا لا نستطيع سواء بجهلنا بسر الصنعة أو بغزارة إنتاجهم، والذى يعنى قلة التكلفة أو بتضليلنا بشكل أو آخر حتى يستطيعوا الحفاظ على صناعتهم.
وكذلك التطوير المستمر من أجل أن تتمسك، بهم كما يقومون بمنحك تسهيلات مالية زائفة تجعلك فى ركابهم طوال الوقت.
ولذا أطالب الدولة وكل من له غيره على مستقبل هذا الوطن أن ينضم لحمله تتبناها الدولة، انطلاقا من هذه المنصة الصحفية المحترمة تحت عنوان ” أطلق العنان “.
فكما شاهدنا الحوار الوطنى على المستوى السياسى والمطالبة بحوار وطنى على مستوى الإقتصاد، لابد من الإلتفاف حول يد الصناعة القوية.
والتاريخ يشهد بل الحاضر أيضا مدى تفوق العقول المصرية وهى رأسمالنا الحقيقى فى كل المجالات الصناعية.
وكم من مواهب وعقول مصرية تتنتظر أن نكتشفها ونمد لها يد العون كى نتخلص من استيراد كثير من الأحبار والأصباغ على سبيل المثال.
فقط على سبيل المثال هناك مئات من الأبحاث والإختراعات والإبتكارات فى جعبة المركز القومى للبحوث وغيره من المراكز البحثية .
أطلقوا العنان لأفكاركم وأحلامكم وخيالكم.
أطلقوا العنان لمقدراتكم وواكبوا العالم وكونوا سباقين للإختراع والإبتكار والتصنيع.
أطلقوا العنان للهمم وتخلصوا من الوهم المزروع فى نسيج كثير من العقليات بأننا لا نستطيع.
أطلقوا العنان للأمل فى غد مشرق بإذن الله.