إذا كنت تتساءل عما يُبقي علماء طقس الفضاء مستيقظين طوال الليل، فالإجابة ليست كويكبا أو نيزكا، بل شيء أكثر شيوعا وأشد خطرا، وهو “عاصفة شمسية خارقة”.
حدث مياكي
بدأت القصة مع تيحذير العلماء من أن انفجارا شمسيا هائلا، يُعرف بـ”حدث مياكي”، يمكن أن يضرب الأرض في أي لحظة، متسببا في ما يشبه “نهاية الإنترنت”، وتعطيل الأقمار الصناعية، وانقطاع الكهرباء، حتى حرمان المدن من مياه نظيفة وغذاء محفوظ.
لكن ما هو حدث مياكي؟
القصة بدأت عام 2012، حين اكتشفت طالبة دكتوراه تُدعى فوسا مياكي زيادة مفاجئة في نوع خاص من الكربون (الكربون-14) داخل حلقات شجرة أرز يابانية عمرها 1250 عاما، والتحليل العلمي كشف أن تلك الزيادة ناتجة عن تدفق ضخم لجزيئات شمسية نحو الأرض، سببها انفجار شمسي لا مثيل له في العصر الحديث.
واليوم، يخشى الباحثون من تكرار هذه الظاهرة، بما يشكله ذلك من خطر على شبكة الكهرباء العالمية، والاتصالات، والطيران، حتى البنية التحتية للمياه والغذاء.
ويقول البروفيسور ماثيو أوينز، أستاذ فيزياء الفضاء بجامعة ريدينغ “إنه خبر مثير إذا كنت عالِم فيزياء فضاء، لكنه كابوس لمهندسي الطاقة”.
ويضيف: “انقطاع الكهرباء سيؤدي إلى فقدان الإنترنت، وتعطل محطات ضخ المياه، وانهيار سلاسل التبريد الغذائي. والأسوأ أن استبدال المحولات الكهربائية المحترقة قد يستغرق شهورا”.
والأسوأ من ذلك؟ لن نحصل إلا على تحذير مسبق لا يتجاوز 18 ساعة فقط.
والتأثيرات لن تتوقف عند حدود الأرض، فالأقمار الصناعية قد تتعطل، والأسواق المالية قد تنهار، بينما يواجه ركاب الطائرات فوق المناطق القطبية جرعات متزايدة من الإشعاع، وقد يتعرض الغلاف الجوي لتآكل جزئي في طبقته الواقية – الأوزون.
الشفق القطبي
ورغم كل هذا، فإن الظاهرة تحمل جانبا بصريا سحريا، وهو عروض مذهلة من الشفق القطبي قد تُرى حتى في المناطق الاستوائية.
وتؤكد دراسة نُشرت عام 2022 في دورية “بروسيدنجز أوف ذا رويال سوسيتي”، أن مثل هذا الحدث سيكون “مدمرا للمجتمع التكنولوجي”، ويهدد “بكارثة غير مسبوقة في العصر الرقمي”.
فهل نحن مستعدون لعاصفة شمسية من العصور المظلمة… قد تُعيدنا إليها؟ العلماء يقرّون: “لا يمكننا التنبؤ بهذه الانفجارات، لكن علينا الاستعداد لأسوأ الاحتمالات.