لم تندمل بعد جراح الشرق الأوسط المنكوب الذي يخرج من كارثة يصطدم بالأخري غير أن عاصفة الاغتيالات الأخيرة تكشف عن سيناريوهات عدة تمر بحرب متدرجة.
حرب متدرجة
ففي ليلة الاغتيالات التي شهدت سقوط العديد من القادة في مختلف الجهات الحساسة، أكد الخبراء أن الشرق الأوسط في حالة جديد من الاضطراب والتوتر من الممكن أن تنتهي بحرب متدرجة.
السماء تشتعل
فلم تكن الساعات الماضية هادئة؛ فمن بيروت إلى بابل وصولا لطهران، كانت السماء تشتعل بدخان التصعيد.
اغتيال إسماعيل هنية
غير أن عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية تدفع المنطقة إلى مزيد من التصعيد واستعراض القوة، وَسَط مخاوف من صراع واسع.
عاصفة الاغتيالات
وعقب عاصفة الاغتيالات التي ضربت الشرق الأوسط خلال الـ 12 ساعة الماضية فقط، تم رفع منسوب التوتر و”التدحرج التدريجي لحرب شاملة” يتوقف بطبيعة الحال على الرد الإيراني المباشر أو غير المباشر على اغتيال قائد المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية في طهران، وطبيعته وقوته، حَسَبَ خبراء عسكريين وسياسيين عرب.
حرب شاملة
وقدر بعض الخبراء أن “إيران لن تدفع في هذه المرحلة إلى حرب شاملة تكون رأس حربتها المباشرة، لأن ذلك يؤثر على رؤيتها الاستراتيجية ومشروعها الشامل”.
استهداف هنية داخل إيران
فيما رأى قسم آخر، أن استهداف هنية داخل الأراضي الإيرانية، بعد ساعات من اغتيال الرجل الثاني بحزب الله، “يدخل المنطقة مرحلة جديدة من التصعيد، ويدخل طهران في معادلة فرض حرب متدرجة وتصاعدية”.
حرب إقليمية
وفي تقدير خبير الأمن القومي والعلاقات الدولية، اللواء محمد عبد الواحد، فإن “الحرب الإقليمية أو الواسعة ستتوقف على طبيعة وشكل وقوة رد الفعل الإيراني” على اغتيال هنية في طهران.
تنسيق مع الولايات المتحدة
وأوضح “في حال جاء الرد الإيراني في شكل ضربات صاروخية رمزية دون رؤوس حربية أو برؤوس حربية ضعيفة للغاية، كما حدث في منتصف أبريل الماضي ردا على استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق، سيعني ذلك أن هناك تنسيقا مع الولايات المتحدة بخصوص هذه الضربة، وربما يحدث هذا خلال الفترة القادمة”.
إعادة ترتيب المنطقة
هذا السيناريو، حَسَبَ عبد الواحد، سيشير في حال حدوثه، إلى أن “هناك تفاهمات إيرانية أمريكية لإعادة ترتيب المنطقة مرة أخرى خلال الفترة القادمة، وفقا للمصالح الإيرانية والأمريكية الإسرائيلية”.
تنسيق مسبق
وفي هذا الصدد، لم يستبعد الخبير الأمني، حَسَبَ “العين الإخبارية”، أن تكون “إسرائيل قد نسقت لعملية الاغتيال في أثناء زيارة نتنياهو للولايات المتحدة، على أن تكون عملية محدودة دون الذهاب لأبعد من ذلك أو التحول لحرب إقليمية”.
الاغتيالات السياسية
وفي حديثه عن دلالة اغتيال هنية وتوقيت العملية، قال عبد الواحد، “إسرائيل اعتادت منذ نشأتها على الاغتيالات السياسية، وتصنفها ضمن سياسات الردع أو تعتبرها جزء من حماية أمنها القومي، وتختار شخصيات سياسية لها تأثير كبير كأهداف لهذه العمليات”.
الرد الإيراني لن يكون قويا
في المقابل، استبعد اللواء سمير فرج الخبير الاستراتيجي المصري، اندلاع حرب شاملة بالمنطقة في الفترة الحالية، وقال : “الرد الإيراني لن يكون قويا لأن الأخيرة لا تريد الدخول الآن في حرب شاملة مع إسرائيل، ولا ترغب في فتح جبهة حرب جديدة، فيما سيرد حزب الله على اغتيال الرجل الثاني فيه، فؤاد شكر”.
القنبلة النووية
وأوضح: “طهران لا تريد أي تحركات من شأنها عرقلة إنتاجها القنبلة النووية بنهاية هذا العام وبداية العام القادم، لأنه في حال ردت بشكل قوي، فإسرائيل ستتحرك بقوة في العمق الإيراني باستهداف منشآتها”.
ضرب القنصلية الإيرانية بدمشق
ودلل على ذلك قائلا “حين قامت تل أبيب بضرب القنصلية الإيرانية في دمشق، في أبريل الماضي، لم يكن لطهران رد مؤثر سوى إطلاق 300 صاروخ وطيارة مسيرة لم تصب سوى فتاة في النقب”.
الصواريخ الإيرانية
وقال مسؤولون إسرائيليون وقتها، إن نحو 99 % من الصواريخ الإيرانية، جرى اعتراضها إما خارج المجال الجوي الإسرائيلي وإما فوق إسرائيل.
رد حزب الله
وبينما استبعد ردا إيرانيا مباشرا وقويا، قال فرج إن حزب الله “سيرد بشكل قوي على أهداف هامة في إسرائيل، وقد يصل الرد إلى تل أبيب، اعتمادا على بنوك أهداف لدى الحزب، وذلك ردا على اغتيال مسؤول الحزب في الضاحية الجنوبية”.
اغتيال هنية وشكر
وكانت إيران وحماس وحزب الله، توعدت بأن اغتيال هنية أو شكر، “لن يمر”، فيما يعني تهديدا لإسرائيل بالرد، باتت الأخيرة “تتحسب له”، وفق تقارير إسرائيلية,
لا حرب
كما رأى الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني سليمان بشارات، مدير مركز يبوس للدراسات (فلسطيني/مستقل)، أن “إيران لن تدفع في هذه المرحلة إلى حرب شاملة تكون رأس حربتها المباشرة لتأثير ذلك على رؤيتها الاستراتيجية ومشروعها الشامل”.
حسابات طهران كدولة
وأوضح بشارات، أن “حسابات طهران كدولة ونظام سياسي تختلف عن حسابات قُوَى المقاومة وحركات التحرر، بالتالي هي تدرك أن أي رد قوي سيفهم منه أنه استدعاء للحرب الشاملة”.
حرب شاملة
وأضاف “طهران لا تدفع في هذه المرحلة لحرب شاملة تكون هي في مقدمتها، ورأس حربتها المباشرة لأنه سيؤثر على الرؤية الاستراتيجية لطهران والمشروع الإيراني بشكل شامل”.
صفقة سياسية
ونبه الخبير الفلسطيني إلى أن “طهران أمام خيارين؛ الأول الذهاب إلى صفقة سياسية شاملة بالتنسيق مع الولايات المتحدة يكون عنوانها نهاية الحرب في قطاع غزة، وإنهاء حالة المواجهة في كافة الساحات، إضافة لوجود ارتباطات ومخرجات سياسية”.
توسيع المواجهة مع إسرائيل
وتابع “أما الخيار الثاني، فهو دعم التوجه نحو توسيع المواجهة مع إسرائيل لكن من خلال محور المقاومة وليس بشكل مباشر من قبل طهران”.
مرحلة جديدة
بدوره، رأى المحلل السياسي والباحث في مركز “تحليل السياسات” في إسطنبول، محمود علوش، في حديث لـ”العين الإخبارية”، أن “اغتيال هنية والغارة على الضاحية الجنوبية ببيروت، أدخلتا حرب السابع من أكتوبر (تشرين الأول) مرحلة جديدة، ووضع جديد عالي الخطورة؛ فهذه المرحلة الجديدة إما أن تكون بداية لتصعيد إقليمي أكبر وأكثر خطورة، وإما أن تكون بداية لنهاية الحرب”.
التصعيد الإسرائيلي
ومضى مفسرا “طبيعة المرحلة الجديدة في هذه الحرب تتوقف على ردة فعل إيران وحلفائها في المنطقة على التصعيد الإسرائيلي، فإذا ما كانت طهران لا تزال تولي أهمية قصوى لتجنب الانخراط في حرب إقليمية وكذلك حزب الله، يمكن أن نقول حينها إن رد الفعل لن يصل إلى المستوى الذي ينذر بتفاقم هذه الحرب بشكل أكبر”.
أحراج كبير لإيران
لكنه أكد أن اغتيال هنية في طهران، بعد ساعات من ضرب الضاحية الجنوبية واغتيال الرجل الثاني في حزب الله، “يشكل إحراجا كبيرا بالنسبة لإيران”.
الحرب المتدحرجة
الدكتور عادل محمود الكاتب والمحلل السياسي الأردني، ذهب في تقديره إلى أن “اغتيال هنية أعلى شخصية في حركة حماس يجري استهدافها منذ بداية الحرب، يدخل إيران في معادلة فرض حرب متدرجة وتصاعدية”.
الحرب الشاملة ستطرق الأبواب
وأوضح “في اعتقادي فإن حربا شاملة ستطرق الأبواب بقوة أكثر من ذي قبل، وستأخذ الشكل المتدرج التصاعدي، ما يعني أنها ستكون على فترات ومدروسة الخطوات، لكن بشكل عام فنحن في بداية الحرب الشاملة المتدحرجة”.
الرئيس الإيراني الجديد في حالة ارتباك
ونبه إلى أن “فرض الحرب على إيران جعل الرئيس الإصلاحي الجديد في حالة ارتباك، حيث لم تنجح خُطَّة طهران في التهرب من المواجهة، ويتم جرها لساحة المواجهة”، مستدركا “الرد الإيراني سيأخذ وقتا”.
صيد ثمن ببنك الأهداف
ولن تقف عمليات استهداف القادة في حماس وحزب الله عند هذا الحد، وفقا للمحلل السياسي الأردني الذي يتوقع أن تقدم إسرائيل على اغتيال ما وصفه بـ”صيد ثمين” في بنك أهدافها.
رد قوي
ويرى الكاتب السياسي من طهران الدكتور حكم أمهز، أن احتمالات الرد الإيراني مؤكدة وستكون مباشرة وقوية بسبب أن الاعتداء هذه المرة داخلي على ضيف داخل البلاد.
اعتداء على السيادة والكرامة الإيرانية
وأرجع أمهز في حديث إلى أن الاعتداء هذه المرة “مزدوج على السيادة والكرامة الإيرانية”، الأمر الثاني أن الاعتداء على الضيف ه اعتداء على إيران وهذا في الاعتبار القانوني والأعراف والعرف الدَّوْليّ أمر كبير جدا.
حزب الله سيرد بشكل مباشر
وأوضح أن الرد الإيراني سيكون بقوة الحادث ومباشر بما يتناسب مع هذا “العدوان” وحجمه وهذا ما أعلنته القيادات في طهران في عدة بيانات، مشيرا إلى أن “حزب الله في لبنان سيرد بشكل مباشر أيضا بعد العدوان على الضاحية، والحوثيين، والفصائل في العراق لاسيما بعد استهداف الولايات المتحدة الأمريكية قواعد الحشد الشعبي في العراق ومقتل أحد قاداتها أبو حسن المالكي”.
رد متزامن
كما يعتقد أن “الرد سيكون متزامنا من قبل هذه الجهات بشكل مكثف، إضافة إلى جهات أخرى من داخل فلسطين”.
زلزال ضرب المنطقة
وعن إمكانية الذهاب إلى حرب شاملة، أكد أن “الأمر وارد إذا تجرأت إسرائيل وردت على أي ضربة محتملة فإن الأمور ستتدحرج باتجاه حرب أوسع، فيما شبه عملية اغتيال هنية في طهران بـ”زلزال” ضرب المنطقة ستكون له تداعياته الكبيرة ومخاطره.