بعد وفاة النجم الفرنسي الأسطوري آلان ديلون، لم تنتهِ القصة كما توقع جمهوره، بل انفتح فصل جديد من الخلافات العائلية، حيث اندلع صراع محتدم بين أبنائه، بعد أن نصّت وصيته على جعل ابنته المفضلة، أنوشكا، الوريثة الوحيدة للحقوق الأدبية المتعلقة بوالدها.
في كتابها الجديد “الأيام الأخيرة للساموراي”، الذي صدر يوم الخميس، كشفت الصحفية لورانس بيو عن تفاصيل الصراع داخل عائلة ديلون، مؤكدة أن القرار المفاجئ بترك الحقوق الأدبية لأنوشكا، وفق وصية مؤرخة عام 2022، أحدث جرحاً عميقاً في نفوس شقيقيها أنطوني وآلان-فابيان، الذين شعروا بالخذلان والإقصاء.
وأوضحت الصحفية أن أنوشكا أصبحت “حارسة لذاكرة والدها”، وهي مسؤولية ثقيلة تحملها على الرغْم كونها الابنة المفضلة، وهو أمر معروف ومقبول داخل العائلة، لكنه يفاقم الخلافات بينها وبين شقيقيها، خاصة أن العلاقات بينهم لم تتحسن منذ وفاة والدهم في أغسطس 2024.
أما على صعيد الإرث المالي، فتبلغ قيمته نحو 50 مليون يورو، وهو ما يزيد من التوتر بين الأشقاء الثلاثة، إذ تشير التقارير إلى وجود انعدام ثقة بينهم، مع مراجعات دقيقة للحسابات وتدقيق في كل التفاصيل خشية وجود ما قد يخفيه الآخرون، حَسَبَ تصريحات الصحفية بيو.
يذكر أن السنوات الأخيرة من حياة آلان ديلون شهدت توتراً كبيراً داخل العائلة، خاصة بسبب علاقات أولاده بشريكته اليابانية هيرومي رولين، التي أقر آلان-فابيان بكونها شريكة والده.
في نوفمبر 2022، وقّع ديلون في جنيف وصية ثانية بحضور أنوشكا ومحاميه السابق، نصّت على منحها حصرياً الحق المعنوي، بما يشمل التحكم الكامل في استخدام اسمه وصورته وأعماله، وهو تعبير عن الثقة المطلقة بها، لكنه زاد من تعقيد العَلاقة مع شقيقيها.
وعبرت أنوشكا في تصريحات لمجلة “غالا” عن ثقل هذه المسؤولية، مؤكدة أنها لم تختر هذا الدور لكنه أصبح جزءاً من واقعها: “عَلاقة الأبُّ بابنته فريدة من نوعها، وبمرور الوقت يصبح الحمل أخف”.
ومنذ وفاة والدها، دخل الأشقاء في صراع معلن، حيث قالت أنوشكا إنها فقدت ليس والدها فقط، بل عائلتها كلها، مؤكدة عدم تواصلها مع شقيقيها، ما يزيد من صعوبة تسوية قضايا الميراث.
وبحسب تحقيقات مجلة “باري ماتش”، فإن الضرائب المستحقة على الإرث تبلغ نحو 23 مليون يورو، مما يخفض المبلغ المتبقي للتوزيع إلى حوالي 30 مليون يورو، يُتوقع أن تحصل أنوشكا على نصفه، أي حوالي 15 مليون يورو، فيما يتقاسم أنطوني وآلان-فابيان الباقي بنحو 6 إلى 7 ملايين يورو لكل منهما.
في النهاية، يُظهر إرث آلان ديلون أن القضية لم تكن مجرد توزيع أموال، بل انعكاس لعلاقات عائلية معقدة تحمل جروحاً عميقة بين أبناء نجم السينما الفرنسية الأسطوري.