في واحدة من أبشع المجازر الإنسانية والتي لا زالت تتجدد مع نشأت دولة الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي العربية تحل اليوم الذكرى الـ54 لمذبحة مدرسة بحر البقر في الشرقية.
استهداف مدرسة بحر البقر
ففي مثل هذا اليوم 8 أبريل عام 1970، أقدمت قوات الاحتلال الغاشم على مجزرة تندى لها جبين الإنسانية عقب أن قامت 5 طائرات إسرائيلية من طراز إف-4 فانتوم، بقصف مدرسة بحر البقر في محافظة الشرقية وتدميرها على رؤس الأطفال الصغار.
وهجوم مدرسة بحر البقر شنته القوات الجوية للاحتلال الإسرائيلي صباح الثامن من أبريل عام 1970، حيث قصفت طائرات العدوان الغاشم من طراز فانتوم مدرسة بحر البقر المشتركة في قرية بحر البقر بمركز الحسينية بمحافظة الشرقية.
أدى الهجوم الغادر لمقتل 30 طفلاً وإصابة 50 آخرين وتدمير مبنى المدرسة المنكوبة تماماً.
حرب الاستنزاف
وفي تلك الحقبة كانت مصر في خضم حرب الاستنزاف ضد العدو الإسرائيلي الذي لم يستطع أن يواجه الرجال من الجنود المصريين كالرجال فأراد أن يكسر عزيمة الشعب المصري باستهداف الأطفال في العمق.
وعلى الصعيد الدبلوماسي نددت السلطات المصرية بالحادث المروع ووصفته بأنه عمل وحشي يتنافى تماماً مع كل الأعراف والقوانين الإنسانية واتهمت إسرائيل أنها شنت الهجوم عمداً بهدف الضغط عليها لوقف إطلاق النار في حرب الاستنزاف.
وبغطرسة المحتل بررت إسرائيل هجومها الغادر على الأطفال بأنها كانت تستهدف أهدافاً عسكرية، وادعت أن المدرسة كانت منشأة عسكرية مخفية.” على حد وصفها”
الموقف الدَّوْليّ سلبيًا
وتسبب الهجوم الإسرائيلي البربري في حالة من الغضب والاستنكار على مستوى الرأي العام العالمي، وعلى الرغم من ذلك ظل الموقف الرسمي الدَّوْليّ سلبيًا تجاه دولة الاحتلال الصهيوني ولم يتحرك على النحو المطلوب.
إلا أن غضب الرأي العام أجبر رئيس الولايات المتحدة الأمريكية “نيكسون” على تأجيل صفقة طائرات متطورة كانت في طريقها لدولة الاحتلال،
حائط الصواريخ المصري
غير أن الموقف الحاسم جاء من أبطال مصر عقب الانتهاء من تدشين حائط الصواريخ المصري في يونيو من نفس العام والذي قام بإسقاط الكثير من الطائرات العدو الإسرائيلي، ولينتهي الاشتباك عقب ووقف حرب الاستنزاف جرّاءِ قبول مبادرة روجرز.
انتصار أكتوبر
غير أن النهاية الحقيقة لأسطورة العدوان كانت بانتصار أكتوبر العظيم الذي سطر نهاية العمليات العسكرية الإسرائيلية على الأراضي المصرية للأبد.