لأول مرة منذ عدة سنوات أشعر بغصة في صدري ولا أشعر بفرحة شهر رمضان المعظم مثل الأعوام الماضية، بسبب ما يمر به أهلنا في قطاع غزة من حرب التجويع التي دخلت شهرها السادس، حيث أن إحساس العجز تجاهم يجعلني أشعر مثل بقية المصريين بالخجل من الاحتفال وإحياء الطقوس الرمضانية المعظمة.
الشعور العام عند المصريين فيه إحساس الخزي والعار تجاه أهلنا في غزة، حتى عندما أتجول في الشوارع أرى حالة اليأس والإحباط تجلت في أحاديث ووجوه الناس، حيث لا يخلو كلماتهم من الحزن والغصة لما وصل إليه الحال في القطاع المحاصر منذ سنوات.
مشاهد صعبة أراها كل يوم بالقنوات الإخبارية تجعلني اتحسر وأشعر بالذل تجاه ضحايا الجوع المزري، فمن لم يمت بالقصف الصهيوني سيموت حتما بسبب الجوع الذي تمارسه إسرائيل على القطاع المحاصر.
مهما قلت من الكلمات فلن أستطع التعبير عن حجم الوجع الذي يستوطنني من الداخل، فالحزن والفجع هو شعور سائد حاليا في حياتنا كمصريين بشكل عام ولا نملك تجاهم سواء الدعاء لهم برفع الغمة عنهم ونصرهم على الكيان المعتدي.