مما لا شك فيه أن حرب العاشر من رمضان هي أعظم الحروب التي خاضها الجيش المصري على مدار التاريخ، وبالرغم من محاولات عديدة للتشكيك في نتيجة الحرب، إلا أن قادة إسرائيل اعترفوا خلال التحقيقات والمذكرات بالهزيمة الساحقة أمام خير أجناد الأرض وبنجاح الرئيس الراحل محمد أنور السادات في خداعهم.
ولكن ماذا قالت جولدا مائير رئيسة الوزراء الإسرائيلية خلال الحرب من مذاكراتها “حياتي” ولماذا وصفتها بالكارثة؟
وصفت جولد مائير الحرب خلال مذكراتها أنها كارثة كابوساً مرعباً ستعيش به طوال حياتها، وأن مائير قبل الحرب، غير التي بعد الهزيمة، وأكدت أن التفوق على إسرائيل كان ساحقاً من الناحية العددية سواء من الأسلحة أو الدبابات أو الطائرات أو الرجال “كنا في انهيار نفسي عميق”.
وتمضي مائير في اعترافاتها: “كان الرأي الذي اتفق حوله الجميع أن الموقف العسكري في أن إسرائيل لا تواجه خطر هجوم مصري- سوري أما القوات المصرية المحتشدة في الجنوب، فلا يتعدي دورها القيام بالمناورات المعتادة، ولم يجد أحد من المجتمعين ضرورة لاستدعاء احتياطي ولم يفكر أحد في أن الحرب وشيكة الوقوع”.
واكملت مائير خلال اعترافاتها في وصف الحرب “لقد شنت علينا هذه الحرب بأسلحة مفزعة مثل الصواريخ المضادة للدبابات التى كانت تحيل الدبابات إلى لهيب مشتعل (وتعجن) أطقمها داخلها إلى درجة يستحيل معها التعرف على هوياتهم”.
وبعد انتهاء الحرب وعودة الجنود الإسرائيلين من الأسر تسببت الحرب في إصابتهم بالأمراض النفسية، حيث امتلأت بهم المصحات والمستشفيات النفسية، لدرجة أن بعض الجنود عادوا من الحرب وهم لا يتذكرون أسمائهم.