في صيف عام 1666م، اشتعلت واحدة من أشرس المعارك البحرية في التاريخ، ضمن ما عُرف بـ “الحرب الإنجليزية الهولندية الثانية”.
معركة النفوذ
وكانت تلك الحرب عبارة عن صراع مرير على النفوذ التجاري والسيادة البحرية، بين الإمبراطورية الإنجليزية الصاعدة والجمهورية الهولندية التي كانت في أوج مجدها البحري والاقتصادي.
طرق التجارة العالمية
كانت الحرب الثانية بينهما قد اندلعت فعليا في مارس 1665، بعد سلسلة من التوترات والمناوشات البحرية على طرق التجارة العالمية، خصوصًا في المستعمرات الآسيوية والأفريقية.
معركة الأيام الأربعة
لكن المشهد الأكثر درامية جاء في يونيو 1666، حين وقعت معركة الأيام الأربعة (Four Days’ Battle) — إحدى أطول وأعنف المعارك البحرية في التاريخ.
المعركة الأطول بتاريخ الحروب البحرية
بدأت المعركة في 11 يونيو 1666، حين اصطدمت الأساطيل الإنجليزية والهولندية قبالة سواحل إنجلترا، في معركة استمرت أربعة أيام متواصلة من القتال العنيف في عرض البحر.
قاد الجانب الهولندي القائد البحري الشهير ميشيل دي رويتر، بينما تولّى قيادة الأسطول الإنجليزي الأميرال جورج مونك.
ورغم التفوق العددي النسبي للإنجليز في البداية، إلا أن الهولنديين أظهروا تكتيكات بحرية مدهشة، مستخدمين الرياح لصالحهم، ومناورات الكماشة، ونجحوا في الإغارة على السفن الإنجليزية وتدميرها واحدة تلو الأخرى.
انتصار هولندي
أسفرت المعركة عن خسائر هائلة؛ فقدت إنجلترا نحو 10 سفن حربية، بينما خسرت هولندا 4 سفن فقط. كما لقي الآلاف من البحارة مصرعهم، وكانت معركة الأيام الأربعة بمثابة أكبر هزيمة بحرية لإنجلترا في القرن السابع عشر.
معركة سانت جيمس داي
وفي نفس الحرب، وبعد شهرين فقط، وقعت واحدة من أقصر المعارك البحرية في التاريخ، وهي معركة سانت جيمس داي (St. James’s Day Battle) في 25 يوليو 1666.
خسائر الأسطول الهولندي
دارت المعركة في ساعات قليلة من النهار، حيث هاجم الأسطول الإنجليزي نظيره الهولندي في مناوشة سريعة، لم تستمر طويلاً مقارنةً بمعركة الأيام الأربعة، لكنها أوقعت خسائر فادحة في الأسطول الهولندي هذه المرة.
ورغم انتصار الإنجليز في تلك الجولة، ظل تفوق الهولنديين البحري حاضرًا بقوة حتى نهاية الحرب.
نهاية الحرب
انتهت الحرب في 1667م باتفاقية بريدا، والتي منحت هولندا امتيازات تجارية جديدة، وأبقت على نفوذها البحري لفترة، قبل أن تبدأ إنجلترا تدريجيًا في فرض سيطرتها الكاملة على البحار.